أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الديمقراطية العرجاء!














المزيد.....

الديمقراطية العرجاء!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 21:56
المحور: حقوق الانسان
    


لو أنكَ في قريةٍ نصف سُكانـِـها من الأميّين، ونصفُ النصفِ الآخر ليس لديهم أدنىَ وعيٍّ بالقضايا الحيوية والحياتية والمعرفية والفكرية والسياسية والاقتصادية، وطلبتَ منهم اختيارَ ثلاثة ممثلين عنهم للذهاب إلى العاصمة وعرض مطالبهم!
سيقوم أهل القرية باختيار:
عبد المعطي المتولي ابن شقيق العمدة وهو محتال محترف، واستولى عنوة على أراضٍ من الغلابة.
حسنين الدمياطي أستاذ اللغة العربية بالمدرسة الوحيدة، وهو الذي يجبر التلاميذ على احضار سمن وعسل وزيت وألبان من بيوت أهلهم.
عبد الشفيق المسحراتي حارس صندوق النذور في مسجد القرية، والذي يختلس ثلثها كلما امتلأ الصندوق.
ولن يختاروا أستاذاً جامعيا، أو عالماً، أو باحثاً، أو خبيرا في حقوق الشعب ومقارنة الدساتير.
يحاججني كثيرون في أنّ المرسيين والسلفيين والكتاتنيين والحمزاويين وصلوا بفضل عبقرية صندوق الانتخاب.
هذه هي الكارثة، فكل خصوم مصر يعرفون أن المصري الطيب والساذج سيأتي إلى البرلمان والشورى والقصر بعاهات ذهنية وفكرية لن تستطيع مصر بها أن تخطو خطوة واحدة إلى الأمام.
لم أستغرب كوارث متتالية من فتاوى دينية وعجز في تحريك صندوق قمامة من موضعه، وشحٍّ في مياه النيل، وظلام بعد كهرباء السد العالي، ونقص في الدواء، وتصريحات متخلفة.
وقام المشير بتعيين نفسه وزملائه فلا يستطيع الرئيس مرسي أن يُحرّك نسراً واحداً من على كتف أحدهم.
واستأذن الرئيس من مشيره أنْ يفرج عن المحكوم عليهم بتهمة القتل الجهادي ضد المصريين، وأن يترك في أقبية السجون الشباب الذين ضحوا بعيونهم ودمائهم، فسرق الإخوان والعسكر ثورتهم المباركة، ولم يعبأ بهم أحد.
صندوق الانتخاب في الغرب لا يقوم الأميُّ بزيارته فأكثر دول العالم الأول ودَّعوا الأمية منذ وقت طويل.
أما في بلادنا فقد ضحكوا علينا، وقالوا لنا بأن الشعب هو الذي يختار، وصفقوا لديمقراطيتنا، وقفز من صندوق الانتخاب متخلفون ذهنيا، ومعاقون فكرياً، ومتشددون دينيا، ومتعصبون طائفيا، وخصوم للثقافة والعلم والعقل.
في عُرف العقل والمنطق والوقائع والحقائق فإن الناجحين في الانتخابات الديمقراطية لا يساوي أكثرهم فحل بصل قديم مغموس في مــِـشٍّ يسبح فيه الدود.
هيلاري كلينتون تصفق لنا لأن نتيجة ديمقراطيتنا لن تأتي بعباقرة وموسوعيين وعمالقة فكر وجهابذة تخطيط وعلماء إدارة، لهذا لم يكن غريباً أن تتأزم الحياة برمتها، وتصبح آخر اهتمامات الذين أفرزهم صندوق الانتخاب أن تسترد مصر أموالها، وأن يُحاكــَــم القاضي، سيء اللغة، الذي برَّأ جمال مبارك، وأن ينبس مسؤول واحد ببنت شفة عن فلولية المشير، وأن يلمس أحد كرسي النائب العام، وأن تتجرأ جهة واحدة في مصر بعمل مناقصة دولية لنظافة أم الدنيا، وأن يشير إصبع رئيس الدولة بضرورة القبض على قتلة الشهداء وقناصة العيون، وأن تعقد أعلى سلطة أمنية اجتماعا لجمع البلطجية من شوارع وأزقة وحواري مصر فهم أخطر من القمامة على حياة المواطن المصري.
سيأتي الوقت الذي يكفر فيه شباب مصر الطيب بقيادات الإخوان المسلمين وأمراء الجماعات وجنرالات المجلس وأعضاء البرلمان وأباطرة الفتاوى الفجة.
الثورة القادمة لن تكون من أجل الكرامة، أو القضاء على الفلول، أو الاطاحة بالفاسدين، لكنها ثورة من أجل رشفة ماء نظيفة، وعلبة دواء صالحة، ومتر مربع يسكن فيه المصري، وشبر واحد خال من القمامة ليضع فيه قدمه، وحُكم يتيم عادل من أي محكمة، ودرس مفيد في أي مدرسة أو جامعة، ودقيقة إعلامية واحدة غير متخلفة، ومسؤول في الحكومة أو المجلس أو المحافظة أو الأمن أو القصر غير كاذب.
ترى من يستطيع أن يُحصي الجهات التي تتلاعب بنا؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 5 أغسطس 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين
- حديث عن هيكل وكشك والجمل و.. طائر الشمال!
- ورسالة جديدة إلى روح عبد الناصر
- الختم على القفا!
- الجزيرة مباشر .. علامات استفهام!
- أخاف على سوريا من النصر والهزيمة معاً!
- تغطية وجه المرأة حرام.. حرام.. حرام!
- كلهم يرقصون، فمن سينصت؟
- بول بوت السوري!
- بعض صور الظلم بعد ثورة 25 يناير
- لسان هذا الرجل أعجمي وليس عربياً!
- معذرة، ففي صدري بركان!
- الجزء الثاني من مقال طاووس وكابوس وجاموس و ...
- طاووس وكابوس وجاموس و .. أحد عشر متواطئاً!
- حوار بين المشير و .. السفيرة الأمريكية!
- لذة الذل واستعذاب المهانة في التصويت!
- صناعة الصنم
- حوار بين المشير و .. المخلوع!
- حزب( الدستور) بين الإنقاذ و .. الوهمّ!
- عادل إمام وقضاء مصر النزيه!


المزيد.....




- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الديمقراطية العرجاء!